سورة البقرة - تفسير تفسير النسفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ} بألسنتهم من غير مواطأة القلوب وهم المنافقون. {والذين هَادُواْ} تهودوا يقال هاد يهود وتهود إذا دخل في اليهودية وهو هائد والجمع هود. {والنصارى} جمع نصران كندمان وندامى يقال رجل نصران وامرأة نصرانة. والياء في نصراني للمبالغة كالتي في (أحمري) سموا نصارى لأنهم نصروا المسيح. {والصابئين} الخارجين من دين مشهور إلى غيره من صبأ إذا خرج من الدين، وهم قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة. وقيل: هم يقرؤون الزبور. {مَنْ ءَامَنَ بالله واليوم الآخر} من هؤلاء الكفرة إيماناً خالصاً {وَعَمِلَ صالحا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} ثوابهم {عِندَ رَبِّهِمْ} في الآخرة {وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ومحل {من آمن} الرفع إن جعلته مبتدأ خبره فلهم أجرهم، والنصب إن جعلته بدلاً من اسم إن والمعطوف عليه. فخبر إن في الوجه الأول الجملة كما هي، وفي الثاني {فلهم} والفاء لتضمن {من} معنى الشرط.
{وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم} بقبول ما في التوراة. {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور} أي الجبل حتى قبلتم وأعطيتم الميثاق. وذلك أن موسى عليه السلام جاءهم بالألواح فرأوا ما فيها من الآصار والتكاليف الشاقة فكبرت عليهم وأبوا قبولها، فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام فقلع الطور من أصله ورفعه فظلله فوقهم وقال لهم موسى: إن قبلتم وإلا ألقي عليكم حتى قبلوا وقلنا لكم. {خُذُواْ مَا ءاتيناكم} من الكتاب أي التوراة {بِقُوَّةٍ} بجدٍ وعزيمة {واذكروا مَا فِيهِ} واحفظوا ما في الكتاب وادرسوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} رجاء منكم أن تكونوا متقين. {ثمّ تولّيتم} ثم أعرضتم عن الميثاق والوفاء به. {مِن بَعْدِ ذلك} من بعد القبول {فَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} بتأخير العذاب عنكم أو بتوفيقكم للتوبة. {لَكُنتُم مّنَ الخاسرين} الهالكين في العذاب.
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ} عرفتم فيتعدى إلى مفعول واحد {الذين اعتدوا مِنكُمْ فِي السبت} هو مصدر سبتت اليهود إذا عظمت يوم السبت. وقد اعتدوا فيه أي جاوزوا ما حد لهم فيه من التجرد للعبادة وتعظيمه واشتغلوا بالصيد. وذلك أن الله تعالى نهاهم أن يصيدوا في السبت ثم ابتلاهم فما كان يبقى حوت في البحر إلا أخرج خرطومه يوم السبت، فإذا مضى تفرقت فحفروا حياضاً عند البحر وشرعوا إليها الجداول، فكانت الحيتان تدخلها يوم السبت لأمنها من الصيد فكانوا يسدون مشارعها من البحر فيصطادونها يوم الأحد، فذلك الحبس في الحياض هو اعتداؤهم. {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ} بتكويننا إياكم {قِرَدَةً خاسئين} خبر كان أي كونوا جامعين بين القردية والخسوء وهو الصغاروالطرد. يعني المسخة {نكالا} عبرة تنكل من اعتبر بها أن تمنعه.
{لّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} لما قبلها. {وَمَا خَلْفَهَا} وما بعدها من الأمم والقرون لأن مسختهم ذكرت في كتب الأولين فاعتبروا بها واعتبر بها من بلغتهم من الآخرين. {وَمَوْعِظَةً لّلْمُتَّقِينَ} الذين نهوهم عن الاعتداء من صالحي قومهم أو لكل متقٍ سمعها.
{وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ} أي واذكروا إذ قال موسى، وهو معطوف على نعمتي في قوله {اذكروا نِعْمَتِيَ التى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 40] كأنه قال: اذكروا ذاك واذكروا إذ قال موسى. وكذلك هذا في الظروف التي مضت أي اذكروا نعمتي، واذكروا وقت إنجائنا إياكم، واذكروا وقت فرقنا، واذكروا نعمتي، واذكروا وقت استسقاء موسى ربه لقومه. والظروف التي تأتي إلى قوله {وَإِذَا ابتلى إبراهيم رَبُّهُ} [البقرة: 124]. {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن} أي بأن {تَذْبَحُواْ بَقَرَةً} قال المفسرون: أول القصة مؤخر في التلاوة وهو قوله تعالى: {وإذا قتلتم نفساً فادارأتم فيها}. وذلك أن رجلاً موسراً اسمه (عاميل) قتله بنو عمه ليرثوه وطرحوه على باب مدينة ثم جاؤوا يطالبون بديته فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيا فيخبرهم بقاتله. {قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} أتجعلنا مكان هزء أو أهل هزء أو الهزء نفسه لفرط الاستهزاء. {هزأً} بسكون الزاي والهمزة: حمزة، وبضمتين والواو: حفص. غيرهما بالتثقيل والهمزة. {قَالَ أَعُوذُ بالله} العياذ واللياذ من وادٍ واحد. {أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين} لأن الهزء في مثل هذا من باب الجهل والسفه، وفيه تعريض بهم أي أنتم جاهلون حيث نسبتموني إلى الاستهزاء.


{قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيّنَ لَّنَا مَا هِىَ} سؤال عن حالها وصفتها لأنهم كانوا عالمين بماهيتها، لأن (ما) وإن كانت سؤالاً عن الجنس، و(كيف) عن الوصف ولكن قد تقع (ما) موقع (كيف)، وذلك أنهم تعجبوا من بقرة ميتة يضرب ببعضها ميت فيحيا فسألوا عن صفة تلك البقرة العجيبة الشان، و{ما هي} خبر ومبتدأ. {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ} مسنة، وسميت فارضاً لأنها فرضت سنها أي قطعتها وبلغت آخرها. وارتفع {فارض} لأنه صفة ل {بقرة}، وقوله: {وَلاَ بِكْرٌ} فتية عطف عليه. {عَوَانٌ} نصف. {بَيْنَ ذلك} بين الفارض والبكر، ولم يقل بين ذينك مع أن {بين} يقتضي شيئين فصاعداً لأنه أراد بين هذا المذكور، وقد يجري الضمير مجرى اسم الإشارة في هذا، قال أبو عبيدة: قلت لرؤبة في قوله:
فيها خطوط من سواد وبلق *** كأنه في الجلد توليع البهق
إن أردت الخطوط فقل كأنها. وإن أردت السواد والبلق فقل كأنهما، فقال: أردت كأن ذاك. {فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ} أي تؤمرونه بمعنى تؤمرون به، أو أمركم بمعنى مأموركم تسمية للمفعول بالمصدر كضرب الأمير.
{قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا} موضع {ما} رفع لأن معناه الاستفهام تقديره: ادع لنا ربك يبين لنا أي شيء لونها. {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا} الفقوع أشد ما يكون من الصفرة وأنصعه يقال في التوكيد أصفر فاقع، وهو توكيد لصفراء وليس خبراً عن اللون إلا أنه ارتفع اللون به ارتفاع الفاعل، ولا فرق بين قولك صفراء فاقعة وصفراء فاقع لونها، وفي ذكر اللون فائدة التوكيد لأن اللون اسم للهيئة وهي الصفرة فكأنه قيل شديدة الصفرة صفرتها فهو من قولك جد جده {تَسُرُّ الناظرين} لحسنها. والسرور لذة في القلب عند حصول نفع أو توقعه. عن علي رضي الله عنه: من لبس نعلاً صفراء قل همه لقوله تعالى: {تسر الناظرين}، {قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيّنَ لَّنَا مَا هِىَ} تكرير للسؤال عن حالها وصفتها واستكشاف زائد ليزدادوا بياناً لوصفها، وعن النبي عليه السلام: «لو اعترضوا أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم» والاستقصاء شؤم {إِنَّ البقر تشابه عَلَيْنَا} إن البقر الموصوف بالتعوين والصفرة كثير فاشتبه علينا {وَإِنَّا إِن شَاءَ الله لَمُهْتَدُونَ} إلى البقرة المراد ذبحها أو إلى ما خفي علينا من أمر القاتل، و{إن شاء الله} اعتراض بين اسم {إن} وخبرها. وفي الحديث: «لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد» أي لو لم يقولوا إن شاء الله {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرض} {لا ذلول} صفة لبقرة بمعنى بقرة غير ذلول، يعني لم تذلل للكراب وإثارة الأرض {وَلاَ تَسْقِي الحرث} ولا هي من النواضح التي يسنى عليها لسقي الحروق، و{لا} الأولى نافية والثانية مزيدة لتوكيد الأولى لأن المعنى لا ذلول تثير الأرض أي تقلبها للزراعة وتسقي الحرث على أن الفعلين صفتان لذلول كأنه قيل لا ذلول مثيرة وساقية {مُّسَلَّمَةٌ} عن العيوب وآثار العمل.
{لاَّ شِيَةَ فِيهَا} لا لمعة في نقبتها من لون آخر سوى الصفرة فهي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها، وهي في الأصل مصدر وشاه وشياً وشية إذا خلط بلونه لون آخر. {قَالُواْ الئان جِئْتَ بالحق} أي بحقيقة وصف البقرة وما بقي إشكال في أمرها، {جئت} وبابه بغير همز: أبو عمرو {فَذَبَحُوهَا} فحصلوا البقرة الجامعة لهذه الأوصاف كلها فذبحوها {وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} لغلاء ثمنها أو خوف الفضيحة في ظهور القاتل، روي أنه كان في بني إسرائيل شيخ صالح له عجلة فأتى بها الغيضة وقال: اللهم إني استودعتكها لابني حتى يكبر وكان براً بوالديه. فشبت البقرة وكانت من أحسن البقر وأسمنه، فساوموها اليتيم وأمه حتى اشتروها بملء مسكها ذهباً وكانت البقرة إذ ذاك بثلاثة دنانير، وكانوا طلبوا البقرة الموصوفة أربعين سنة، وهذا البيان من قبيل تقييد المطلق فكان نسخاً والنسخ قبل الفعل جائز وكذا قبل التمكن منه عندنا خلافاً للمعتزلة. {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا} بتقدير {واذكروا}، خوطبت الجماعة لوجود القتل فيهم. {فادرأتم فِيهَا} فاختلفتم واختصمتم في شأنها لأن المتخاصمين يدرأ بعضهم بعضاً أي يدفع، أو تدافعتم بمعنى طرح قتلها بعضكم على بعض فيدفع المطروح عليه الطارح، أو لأن الطرح في نفسه دفع، وأصاله تدارأتم ثم أرادوا التخفيف فقلبوا التاء دالاً لتصير من جنس الدال التي هي فاء الكلمة ليمكن الإدغام، ثم سكنوا الدال إذ شرط الإدغام أن يكون الأول ساكناً وزيدت همزة الوصل لأنه لا يمكن الابتداء بالساكن، {فاداراتم} بغير همز: أبو عمر. {والله مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} مظهر لا محالة ما كتمتم من أمر القتل لا يتركه مكتوماً، وأعمل مخرج على حكاية ما كان مستقبلاً في وقت التدارؤ، وهذه الجملة اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه وهما ادارأتم.


و{فَقُلْنَا} والضمير في {اضربوه} يرجع إلى النفس، والتذكير بتأويل الشخص والإنسان، أو إلى القتيل لما دل عليه ما كنتم تكتمون. {بِبَعْضِهَا} ببعض البقرة وهو لسانها أو فخذها اليمنى أو عجبها، والمعنى فضربوه فحيى فحذف ذلك لدلالة {كذلك يُحْيىِِ الله الموتى} عليه. روي أنهم لما ضربوه قام بإذن الله تعالى وقال قتلني فلان وفلان لابني عمه ثم سقط ميتاً فأُخذا وقُتلا ولم يورث قاتل بعد ذلك، وقوله {كذلك يحيي الله الموتى} إما أن يكون خطاباً للمنكرين في زمن النبي عليه السلام، وإما أن يكون خطاباً للذين حضروا حياة القتيل بمعنى وقلنا لهم كذلك يحيي الله الموتى يوم القيامة. {وَيُرِيكُمْ ءاياته} دلائله على أنه قادر على كل شيء {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فتعملون على قضية عقولكم وهي أن من قدر على إحياء نفس واحدة قدر على إحياء جميعها لعدم الاختصاص، والحكمة في ذبح البقرة وضربه ببعضها وإن قدر على إحيائه بلا واسطة التقرب به، الإشعار بحسن تقديم القربة على الطلب والتعليم لعباده ترك التشديد في الأمور والمسارعة إلى امتثال أوامر الله من غير تفتيش وتكثير سؤال وغير ذلك. وقيل: إنما أمروا بذبح البقرة دون غيرها من البهائم لأنها أفضل قرابينهم، ولعبادتهم العجل فأراد الله تعالى أن يهون معبودهم عندهم، وكان ينبغي أن يقدم ذكر القتيل والضرب ببعض البقرة على الأمر بذبحها وأن يقال: وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها فقلنا اذبحوا بقرة واضربوه ببعضها، ولكنه تعالى إنما قص قصص بني إسرائيل تعديداً لما وجد منهم من الجنايات وتقريعاً لهم عليها، وهاتان القصتان وإن كانتا متصلتين فتستقل كل واحدة منهما بنوع من التقريع. فالأولى لتقريعهم على الاستهزاء وترك المسارعة إلى الامتثال وما يتبع ذلك، والثانية للتقريع على قتل النفس المحرمة وما تبعه من الآية العظيمة. وإنما قدمت قصة الأمر بذبح البقرة على ذكر القتيل لأنه لو عمل على عكسه لكانت قصة واحدة ولذهب المراد في تثنية التقريع، ولقد روعيت نكتة بعد ما استؤنفت الثانية استئناف قصة برأسها إن وصلت بالأولى بضمير البقرة لا باسمها الصريح في قوله {اضربوه ببعضها} ليعلم أنهما قصتان فيما يرجع إلى التقريع وقصة واحدة بالضمير الراجع إلى البقرة. وقيل: هذه القصة تشير إلى أن من أراد إحياء قلبه بالمشاهدات فليمت نفسه بأنواع المجاهدات. ومعنى {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} استبعاد القسوة {مِن بَعْدِ} ما ذكر مما يوجب لين القلوب ورقتها. وصفة القلوب بالقسوة مثل لنبوها عن الاعتبار والاتعاظ. من بعد {ذلك} إشارة إلى إحياء القتيل أو إلى جميع ما تقدم من الآيات المعدودة {فَهِىَ كالحجارة} فهي في قسوتها مثل الحجارة {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} منها.
وأشد معطوف على الكاف تقديره أو مثل أشد قسوة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. أو هي في أنفسها أشد قسوة. يعني أن من عرف حالها شبهها بالحجارة أو بجوهر أقسى منها وهو الحديد مثلاً، أو من عرفها شبهها بالحجارة أو قال هي أقسى من الحجارة. وإنما لم يقل أقسى لكونه أبين وأدل على فرط القسوة. وترك ضمير المفضل عليه لعدم الإلباس كقولك (زيد كريم وعمرو أكرم). {وَإِنَّ مِنَ الحجارة} بيان لزيادة قسوة قلوبهم على الحجارة {لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار} {ما} بمعنى (الذي) في موضع النصب وهو اسم (إن) واللام للتوكيد. والتفجر التفتح بالسعة والكثرة. {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ} أصله يتشقق وبه قرأ الأعمش فقلبت التاء شيناً وأدغمت {فَيَخْرُجُ مِنْهُ الماء} يعني أن من الحجارة ما فيه خروق واسعة يتدفق منها الماء الكثير، ومنها ما ينشق انشقاقاً بالطول أو بالعرض فينبع منه الماء أيضاً وقلوبهم لا تندى. {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ} يتردى من أعلى الجبل {مّنْ خَشْيَةِ الله} قيل: هو مجاز عن انقيادها لأمر الله وأنها لا تمتنع على ما يريد فيها، وقلوب هؤلاء لا تنقاد ولا تفعل ما أمرت به. وقيل: المراد به حقيقة الخشية على معنى أنه يخلق فيها الحياة والتمييز. وليس شرط خلق الحياة والتمييز في الجسم أن يكون على بنية مخصوصة عند أهل السنة وعلى هذا قوله: {لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان على جَبَلٍ} [الحشر: 21]، الآية. يعني وقلوبهم لا تخشى. {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} وبالياء مكي وهو وعيد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8